والأنبياء وغافر ، والآخر : الكهف ومريم والأنعام والذاريات وطه والصافّات وص ، وثالث : سوراً أخرى ، كلّ ذلك بعد التأكّد من عدم ورود النسخ في تلك السور من قبل جبريل عليهالسلام في العرضات المختلفة من كلّ عام.
وهذه المصاحف كانت موجودة عند أصحابها يقرؤون فيها ، وبما أنّ مصحف الإمام عليّ عليهالسلام كان المصحف الأكمل ، وقد دوّن تحت إشراف رسول الله(صلى الله عليه وآله) مباشرة مجرّداً ومع التأويل والتفسير ، فأناط رسول الله(صلى الله عليه وآله) مهمّة جمعه وتوحيد شكله إليه عليهالسلام ، لأنّه وصيّه ووارث علمه وعلوم الأنبياء عليهمالسلام من قبله.
فتحصّل من كلّ ما قدّمناه وجود مصحفين للإمام عليهالسلام ، وإن كانت غالبية الأخبار الّتي نقلت عن مصحف الإمام عليّ عليهالسلام إنّما تحدّثت عن المصحف المفسّر لا المجرّد.
لأنّ المصحف المجرّد والمتلوّ كانوا يعرفونه ويتدارسونه ويعلّمونه فلا ضرورة في أن يأتيهم به ، لأنّ «الرجل كان إذا هاجر دفعه النبيّ إلى رجل منّا يعلّمه القرآن وكان يسمع لمسجد رسول الله ضجّة بتلاوة القرآن حتّى أمرهم رسول الله أنّ يخفضوا أصواتهم لئلاّ يتغالطوا»(١).
أمّا المصحف المفسّر والمؤوّل فهو الذي كان يُحرجهم ويجرحهم ، ومن خلاله جاءوا يثيرون التهم ويتهجّمون على الشيعة بأنّ لهم مصحفاً غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مناهل العرفان : ١٦٩ ، ٢١٨ عن عبادة بن الصامت.