للمصحف تشير إلى أنّها كانت بوصيّة من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ لأنّه قال لعليّ عليهالسلام : «إنّ القرآن خلف فراشي ... فجمعه عليّ في ثوب أصفر ...»(١) ، وفي آخر : «إنّ رسول الله أوصاني إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتي حتّى أُوّلف كتاب الله»(٢) ، وفي ثالث : «يا عليّ لا تخرج ثلاثة أيّام حتّى تؤلّف كتاب الله كي لا يزيد فيه الشيطان ولا ينقص منه شيئاً»(٣) ، وفي رابع : «هذا كتاب الله قد ألّفته كماأمرني وأوصاني رسول الله كما أنزل»(٤) ، وهذه النصوص تؤكّد بأنّ الجمع لم يكن كما يقولونه جمع حفظ بل هو جمع كتابة وتدوين.
الخامس : إنّ يمين الإمام عليّ عليهالسلام وقَسَمَه بأن لا يخرج من بيته إلاّ بعد جمع المصحف ، ووجود المصحف عند آل جعفر ـ كما قال ابن النديم ـ وغيرهما من النصوص لتؤكّد على أنّ الجمع كان جمع تدوين لا جمع حفظ كما يدّعون.
السادس : إنّ ما جاء في خبر عبد خير وقوله عليهالسلام «حتّى أجمع ما بين اللّوحين» صريح بأنّ الجمع هو جمع كتابة لا جمع حفظ أيضاً.
السابع : يرى الباحث في المتاحف والمكتبات في العالم مصاحف منسوبة كتابتها إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وهي تشير إلى أنّ الجمع كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير القمّي ٢/٤٥١ ، سورة النساء ، وعنه في بحار الأنوار ٨٩/٤٨/ح ٧.
(٢) تفسير العيّاشي ٢/٦٦/ح ٧٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨/٢٢٧/ح ١٤.
(٣) تفسير فرات : ٣٣٩/ح ١٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣/٢٤٩/ح ٢٣.
(٤) إِثبات الوصية : ١٢٣.