فقال له أبو بكر : فإنّك نِعْمَ ما رأيت»(١).
ويدلّ على أنّ الجمع هنا بمعنى الكتابة لا الحفظ ، أشياء :
الأوّل : إنّ جملة (حتّى أجمعه) لا يمكن حملها على الحفظ كما يدّعون!! لأنّها لو حُمِلَت على ذلك المعنى فلا يرتبط بقوله الآخر : (رأيت كتاب الله يزاد فيه).
الثاني : إنّ قول القائل عن جمع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام للذكر الحكيم : هو «جمع الصدر لا جمع المصحف ، وحفظ نزول الآيات لا الجمع للقراءة»(٢) ، هو رجم بالغيب وتخرّص محض ، لثبوت معرفة الإمام عليّ عليهالسلام بأسباب النزول ومكان التنزيل أهو في سهل أم في جبل ، في ليل أم في نهار ، بغضّ النظر عن حفظه والاستشهاد بآياته في خطبه وكلامه ، فلو كان المراد من الحفظ حفظ الصدر فلا داعي للجلوس في بيته لمدّة طويلة حتّى يجمعه.
الثالث : إنّ حمل الجمع على جمع الحفظ في الصدر هو مجاز يستدعي القرينة ، ولا قرينة قائمة فيما نحن فيه ، فلا يحمل عليه ، بل هناك قرائن على خلافه في شخص مثل الإمام عليّ عليهالسلام ؛ عدل القرآن المجيد.
الرابع : إنّ النصوص الدالّة على جمع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الإتقان ١/١٦١/ح ٧٥١ ، وانظر البرهان ١/١٧٧.
(٢) فواتح الرحموت بهامش المستصفى ٢/١٢ ، وقال ابن حجر في فتح الباري ٩/١٣ معلّقاً على خبر مصحف الإمام عليّ : وعلى تقدير أن يكون محفوظاً فمراده بجمعه حفظه في صدره.