وثانياً : إنّ ما قدّمناه من النصوص كاف في إثبات استعمال الصحابة لهذه الكلمة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقد حكينا ورود هذا الاصطلاح على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله) سابقاً ، وهو يشير إلى أُنْس العرب بهذه الكلمة وأنّها لم تكن بأجنبية عنهم حتّى يذكّرهم ابن مسعود أو سالم بأنّ للحبشة كتاباً يسمّونه المصحف.
وثالثاً : لماذا يتحيّر الصحابة في انتخاب اسم لهذا المجموع من الذكر الحكيم ، أليس الله قد سمّاه في كتابه بالفرقان ، والذكر ، والكتاب ، والهدى ، والكلام ، وأشباهها؟! وسواء كانت هذه هي أسماء أو صفات للكتاب العزيز فلا يشكّ أحد في إطلاق اسم القرآن عليه.
كان هذا مجمل الكلام عن أصل المصحف وهل هي عربية أم حبشية ، ولنتكلّم الآن عن جمع الإمام عليهالسلام : هل هو جمع حفظ أم جمع تدوين؟
جمع الإمام عليهالسلام ، جمع حفظ أم جمع تدوين؟
أمّا ما قالوه في معنى جمع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام للمصحف وأنّه بمعنى الحفظ ، فهو الآخر باطل وعليل ؛ لأنّ الموجود في النّصّ : «أنّ أبا بكرسأل الإمام عليّاً عليهالسلام : ما أقعدك عنّي؟
فقال عليهالسلام رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدّثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلاّ لصلاة حتّى أجمعه.