أجل ، إنّ هذه الفترة تحمل في طيّاتها بعض الأمور التاريخية المهمّة ، وإنّ مسألة جمع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام للقرآن ترتبط بشكل وآخر بمسألة الخلافة ، ولا يمكن تفكيك إحداهما عن الأُخرى.
كما أنّ تدوين الإمام عليّ عليهالسلام مصحفاً والسيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام مصحفاً (يعني كتاباً ، لا قرآناً حسبما يشيعونه عنها) له دلالتهُ مع لحاظ الفارق بين المصحفين.
فإنّ مصحف الإمام عليّ عليهالسلام (١) كان املاءً من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ممّا أوحاه الله إليه في تفسير وتأويل الآيات وبيان شأن نزولها تفسيراً للآيات مع توضيح للأحكام والأحداث.
أمّا مصحف فاطمة الزهراء عليهاالسلام فهو إملاء مَلَك على عليٍّ وفاطمة عليهماالسلام ، وما هو بقرآن ولا بتفسير لآياته حسب تعبير الأئمّة عليهمالسلام ، بل هو كتاب كان يمليه جبريل للزهراء عليهاالسلام بعد وفاة الرسول كي يسلّيها ويؤنسها بعد وفاة أبيها ، وقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام المدوِّن لتلك الأُمور ، فجاء الخبر عن الصادق عليهالسلام :
«إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لاتريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبريل عليهالسلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المفسر.