رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إذ كان يكتب يوميّات الدعوة الإسلامية بما لها وعليها ، فكان يخلو برسول الله(صلى الله عليه وآله) ، يسأله عن شأن نزول الآيات والأحكام فيجيبه(صلى الله عليه وآله) فيدوّنها ، تاركاً تدوين تفاصيلها وتطبيقاتها إلى ما بعد وفاته(صلى الله عليه وآله) ؛ لأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان أوصاه بفعل ذلك.
ولمّا قُبض(صلى الله عليه وآله) ورأى طيرة من الناس ، وعدم وفاء الأمّة له عليهالسلام ، وتغييرهم للأمور ، جلس في بيته يدوّن تلك الجزئيّات وتفاصيلها لتبقى وثيقة عند أولاده عليهمالسلام ، أوصياء الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وهو المعنيّ من قوله (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) كما ورد في تفسيره عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام : هي لنا خاصّة وإيّانا عنى(١).
وعليه فالستّة أشهر ـ الّتي دوّن فيها الإمام مصحفه المفسّر ـ كان من ضمنها الفترة الّتي عاشت فيها السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وهي مظلومة تقارع الظالمين باستدلالاتها وحججها(٢).
فجاء في صحيح البخاري بإسناده عن عروة ، عن عائشة : «إنّ فاطمة عليهاالسلام بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ إلى أن يقول ـ : ... فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبيّ ستة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها زوجها عليُّ ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها ...»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وسائل الشيعة ٢٧ : ٢٠٠/ ح ٣٣٥٩٠.
(٢) والتي سنذكر بعضها عند جمع أبي بكر للقرآن.
(٣) صحيح البخاري ٤/١٥٤٩/ح ٣٩٩٨.