موضوع جمع الإمام عليّ عليهالسلام للمصحف بموضوع الخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، أي أنّه عليهالسلام دوّن مصحفه في مفصل تاريخي مهمّ وحسّاس.
فالسؤال هو : ما الداعي لإقدامه على هذا الجمع في تلك الفترة الحسّاسة من تاريخ الإسلام؟
هل كانت بوصية من الله عزّ وجل ، كما قال هو عليهالسلام : «فخصّني الله عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة»(١)؟ أم بوصية من رسوله الأمين(صلى الله عليه وآله) حسبما مرّ عليك في خبر تفسير القمّي.
أم أنّ ذلك كان مبرّراً ومسوّغاً وتعليلاً تمسّك به الإمام عليهالسلام لعدم مبايعة أبي بكر ، كما أشارت إليه النصوص الأخرى من الفريقين؟.
فلو تأمّلت في مطلع تلك الأخبار لرأيته عليهالسلام يقدم على هذا الأمر حينما يرى خذلان الناس له ، وقلّة وفائهم معه ، وميلهم للسلطة ، وتركهم للعترة ؛ لأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان قد أخبره بحصول هذه الأمور له من بعده ، وأنّ عليه الصبر والاستقامة لقوله تعالى (وَمَا مُحمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ).
ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل تراه عليهالسلام يشير إلى تخوّفه من الزيادة في القرآن والتلاعب به.
إذ جاء في نصّ العيّاشي (ت ٣٢٠ هـ) : «فلمّا رأى ذلك عليّ عليهالسلام ورأى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الخصال : ٥٧٩/ابواب السبعين/المنقبة ٥٥.