طريقة فهمهم واستنتاجهم للأخبار.
كما علينا هنا أن نوضّح بعض الشيء عمّا حكوه عن مصحف الإمام عليّ عليهالسلام المفسّر وأنّه كان يشتمل على فضائح قريش وأسماء المنافقين ، وهل ذلك كان صحيحاً وواقعيّاً ، أم كان إعلاميّاً وتشهيريّاً ، وهل هذا الأمر يعترف به الصحابة أم لا.
الصحابة وخوفهم من أسماء بعض السور :
المهمّ أنّ بعض كبار الصحابة كانوا يخافون من بعض السور لما فيها وفي أسمائها من التنديد ببعض الصحابة.
فعن سعيد بن جبير ، قال : «قلت لابن عبّاس : سورة التوبة ، قال : التوبة؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم ومنهم حتّى ظننّا أن لن يبقى منّا أحد إلاّ ذكر فيها»(١).
وفي آخر : «إنّها الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم ومنهم حتّى خشينا أن لا تدع أحداً»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الدرّ المنثور ٤/١٢٠ ، والخبر في صحيح البخاري ٤/١٨٥٢/ح ٤٦٠٠ ، باب تفسير سورة الحشر ، وفيه : «ما زالت تنزل ومنهم ، ومنهم حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحداً منهم إلاّذكر».
(٢) ورد هذا الحديث بصيغ مختلفة منها : «بل هي الفاضحة ما زالت تنزل : ومنهم ومنهم ، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحداً منهم إلاّ ذكر» ، صحيح البخاري ٤/١٨٥٢/