عليه كتب الكتابيّين ، إلى أن يقول : ... على أنّنا لا نريد أن ننفي بالمرّة ما ورد في الأحاديث العديدة عن كتابة القرآن على الألواح والأكتاف والرّقائق والأديم ، فإنّ من الممكن أن يكون لها أصل صحيح أيضاً ، ولكن على غير الصّورة أو المقصد الّذي عبّرت عنه الرّوايات أو تركته غامضاً.
فمن المحتمل أن يكون النّبيّ إذ يستدعي أحد كُتّابه لإملاء ما يكون نزل عليه من وحي فوراً أن لا يكون متيسّراً إلاّ شيء من هذه الوسائل البدائيّة ، فيكتب الكاتب عليها ما يمليه النّبيّ موقّتاً رَيثما ينقله إلى مكانه من سِجِلاّت القرآن»(١).
وعليه فالذي احتمله في هكذا أمر أن يكون الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد وحّد الصحف الموجودة خلف فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى شكل واحد ، والقرطاس أو الرّق هما الأقرب والأشهر في الجمع ، لأنّهما من الأدوات الرائجة آنذاك ، وهي أكثر استخداماً في الكتابة من العظم وأضلاع النخل وأمثالها ، هذا بالنسبة إلى جمع القرآن المجرّد.
وأمّا القرآن المفسّر فالإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام مع إقدامه على جمع المصحف المجرّد في أقصر وقت ممكن أقدم في الوقت نفسه على عمل أهمّ من ذلك ، وهو تأليفه القرآن مع تفسيره وتأويله لكي يحافظ على يوميّات الدعوة مع بيانه لشأن نزول بعض الآيات ودقائق التفسير والتأويل فيها ، وهي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) نصوص في علوم القرآن ٣ / ٤٤٥ عنه.