الّتي سمعها من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكان الرسول(صلى الله عليه وآله) قد خصّه بهذه المكرمة دون غيره من الصحابة ، معيدين كلامنا بأنّه عليهالسلام قَدَّم عمله هذا للخلفاء كي تتمّ الحجّة عليهم ، لكنّهم رفضوه.
وعليه ، فالقرآن المجرّد الموجود عند الإمام عليّ عليهالسلام هو نفس القرآن الموجود عند الناس ، لكن بفارق الترتيب واختلاف القراءة في بعض الأحيان ، وهذه الاختلافات البسيطة لا تشكّك في قرآنية القرآن ولا تدعو إلى تركه ؛ لأنّ المعروف عند أهل القرآن بأنّه لا خلاف في جواز القراءة بإحدى القراءات السبع والتمسّك بها ، سواء كانت متواترة أم لا ، بشرط أن توافق قواعد اللغة العربية ، وإنّ قراءة الإمام عليّ عليهالسلام والأئمّة عليهمالسلام من ولده هي من أصحّ القراءات بلا شكّ ، لكونهم من قريش وقد أُمر الناس بقراءة قريش!
وقد وثّق بعض الكتّاب المدّعى السابق بمثال في البسملة فقال : «مع أنّ البسملة ليست موجودة في قراءة حمزة وقراءة أهل الشام وأهل البصرة والمدينة إلاّ قالون ، ولم يُجَوِّزْ أحدٌ من الأصحاب تركها مع تجويزهم القراءة بقراءة من أسقطها ، ولم يظهر منهم الطعن عليه ، لعدم اشتمال قراءته على البسملة».
وعليه فعدم موافقة ترتيب مصحف الإمام عليّ عليهالسلام المفسّر لمصحف الآخرين ، أو اختلاف قراءته مع قراءات الآخرين ، غير مضرّ للأخذ بهذا المصحف ، وهو نفس ما قالوه في الاختلاف الموجود بين المصحف المتداول ومصحف أُبيِّ بْنِ كَعْب وابن مسعود وغيرهما من الأصحاب.