عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاس فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ)(١) ، وقال تعالى : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً)(٢) ، وقال تعالى : (فِي رَقٍّ مَنشُور)(٣) ، فقد يكون المجموع خلف فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) أكثره من الوسائل اللّينة كالحرير والقرطاس.
وقد مرّ عليك أنّ كلمة صحيفة وصحف وسجلّ وأمثالها كانت من أدوات الكتابة والتدوين آنذاك والّتي يلحظ فيها اللين والمطّاطية ، وكان الباري جلّ وعلا يذكّرهم بتلك الوسائل تشبيهاً وتمثيلاً ، قال تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)(١).
وهذا ما قاله الأستاذ عِزَّة دَرْوَزة أيضاً :
« ... وهذا يجعلنا نعتقد أنّ ما روي من أنّ القرآن كان يدوّن على قطع عظيمة الحجم ، ثقيلة الوزن ، صعبة الحمل والحفظ والتّرتيب ، كأضلاع النّخيل وأكتاف العظام ورقاق الحِجارة والخَشَب لا يمكن أن يكون هو الواقع على إطلاقه ، كما أنَّ هذا القول يطَّرد في ما يمكن أن يستتبع ذلك من فقدان أو نقص وسائل الكتابة اللّيّنة المعروفة في ذلك العصر في البلاد المجاورة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة الأنعام : ٧.
(٢) سورة الأنعام : ٩١.
(٣) سورة الطور : ٣.
(٤) سورة الأنبياء : ١٠٤.