أُريد ترتيبُها ولفّها في حرير فقط دون رعاية التنسيق والترتيب بين أجزائها ، وموادّها ، وأشكالها.
أمّا لو أُرْيدَ توحيد شكلها وجنسها من القرطاس والرقّ والعسب والكتف والشظاظ والخزف إلى شكل واحد ، فإنّه يكون على الإمام عليهالسلام أن يعيد كتابة بعض الأجزاء وتنسيقها بحيث يمكن أن تُجْمَع بين الدفّتين ؛ لأنّ اختلاف أجناس المكتوب من الكتف والعسب والرقّ والورق يعكّر شكل الجمع ، فلابدّ من توحيد شكلها وجنسها. وهذا يأخذ بعض الوقت ، وخصوصاً لو اعتبرنا أنَّ القرطاس والجلد هما أكثر الوسائل شيوعاً في الكتابة آنذاك ، وقد جاء صريحاً في وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأنّ المجموع خلف فراشه غالبه من الصحف والحرير والقرطاس ، فكانت الأيّام الثلاثة أو السبعة كافيةً لهذا العمل.
وبرأيي أنّ ما قالوه عن الصحابة وأنّهم كانوا يُدَوِّنُوْنَ القرآن على أكتاف العظم ورقاق الحجارة والخشب وأضلاع النخيل وما شابهها ، لم تكن هي الحالة السائدة والرائجة عندهم آنذاك ، بل إِنّهم كانوا يَلجَؤُوْنَ إليها عند فقدان وسائل الكتابة المعروفة في البلدان المجاورة للجزيرة كالقرطاس والرقّوالورق والحرير والقماش ؛ إذ بمراجعة الكتاب العزيز تَقِفُ على وجود اسم القرطاس كوسيلة مألوفة للتدوين والكتابة فقد قال سبحانه : (وَلَوْ نَزَّلْنَا