فإنّه عليهالسلام جعل المصحف عند أولاده عليهمالسلام يخرجونه عند الضرورة ، وهو بهذا العمل قد وقف أمام استغلال الآخرين لمصحفه المفسَّر ، وفي الوقت نفسه نقل للمسلمين قراءة الأئمّة للآيات.
ثالثاً : إنّ الأئمّة عليهمالسلام كانوا يخافون أن يحدّثوا الناس بكلّ شيء ، لعدم تحمّلهم تلك الأمور ، وقد اشتهر عن الإمام عليّ عليهالسلام قوله : «إنّ ههنا لعلماً جمّاً ـ ويشير إلى صدره ـ لو أصبت له حَمَلَةً ...».
وجاء عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لو وجدت ثلاثة رهط استودعهم العلم وهم أهل لذلك لحدّثت بما لا يحتاج فيه بعدي إلى حلال ولاحرام وما يكون إلى يوم القيامة»(١).
ونقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر النقيب مجيء أحد أخوة الإمامَين الحسن والحسين عليهماالسلام ، وسؤاله ميراث أبيه عليّ عليهالسلام منهما ، إلى أن يقول : «قال أبو جعفر النقيب : فروى أبان بن عثمان عمّن يرويه له ذلك عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : فدفعا إليه صحيفة لو أَطْلَعاه على أكثر منها لهلك ، فيها ذكر دولة بني العبّاس»(٢).
وقد اشتهر عن الأئمّة عليهمالسلام توبيخهم لبعض أصحابهم لإفشائهم بعض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) بصائر الدرجات : ٤٩٨/ح ١ ، باب في الأئمّة عليهمالسلام ، ومختصر البصائر : ٧٣/ح ٢٠ ، وفيه : لحدث بما لا يحتاج فيه بعدي إلى نظر في حلال ولا ... ومثله في بحار الأنوار٢ /٢١٢/ح ١ ، عن البصائر.
(٢) شرح نهج البلاغة ٧/١٤٩.