ومن خلال ما كتب على هذا الباب ترى أنّ شيعة الحسين بن عليّ عليهماالسلامفي النصف الأوّل من القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي لم تنس لناصر الحسين عليهالسلام والبطل الشهيد هانئ بن عروة ـ الذي كان من القرّاءالأشراف ـ جهاده وموقفه مع الحسين عليهالسلام حيث إنّه كان ممّن يأمل فيهم الحسين عليهالسلام في نشر دعوته الإلهيّة وتوطئة الأُمور له بالكوفة قبل انتقاله إليها ، فأقامت له ضريحاً يُزار بجانب مسجد الكوفة فوق جثمانه الشريف ، بقي من آثار هذا الضريح هذا الباب النفيس والذي يحمل تاريخاً يقوم دليلاً على وجود ضريح هانئ في ذلك العصر ، وتعدّ هذه الكتابة التي عليه هي أقدم نصٍّ وصل إلينا لزيارة ابن عروة المرادي رضياللهعنه ، وقد ذُكر في مزارالمشهدي (ق ٦).
كما أنّ الزيارات التي زارها أئمّةُ أهل البيت عليهمالسلام آباءَهم عليهمالسلام جعلها أصحابهم ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ في كتب مستقلّة عنونت باسم المزار ، وأوّل كتاب أُلّف في موضوع المزار في العالم الإسلامي بحسب ما وصل إلينا هو : كتاب مزار أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ للشيخ الثقة الجليل معاوية بن عمّار الدُّهني الكوفي (ت ١٧٥ هـ) الذي كان من خواصّ أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام(١) ، وذلك في بداية إظهار الأئمّة المعصومين عليهمالسلام قبرَ جدّهم أميرِالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لشيعتهم لاسيّما الإمام أبي عبد الله جعفر بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الفهرست للنجاشي : ٤١٢/ ١٠٩٦.