الحوض»(١).
ولو تأمّلت هذه العبارة لعرفت مكانة الإمام عليّ عليهالسلام في رتبة المعيّة «مع القرآن» ، إذ وضّح آية الله الشيخ الوحيد الخراساني دام ظلّه معنى هذاالحديث بقوله : « ... وهي نسبة تقوم بطرفين ؛ ويستحيل أن تقوم بطرف واحد ، وعندما قال النبيّ : (عليّ مع القرآن) ، فقد أثبتها ؛ فلماذا أعاد إثباتها بصيغة أخرى ، فقال : (والقرآن مع عليّ)؟
حاشا أفصح مَن نطق بالضاد مِن اللغو في كلامه ، وحاشا أفصح مننطق بالضاد من التكرار في كلامه ، [دون معنى متوخّى ، فإنّه(صلى الله عليه وآله)] أراد أن يُفهمنا أنّ مسألة معيّتهما [هي] معيّة من نوع خاصّ ، ويشير إلى أبعادها العميقة ، ذلك أنّ المعيّة بين شيئين أو أكثر عندما تطلق فيقال : زيد مع عمرو ، فهي أعمّ من أنّ يكون هذا الطرف في الإضافة متقدّماً رتبة على ذاك أو متأخّراً عنه ، بل تدلّ على أنّهما معاً بقطع النظر عن رتبة كلّ منهما.
وربّما كان فيها إشارة إلى أنّ المَقْرون أقلّ رتبةً من المقرون به ، لهذا أعاد النبيّ(صلى الله عليه وآله) صياغة هذه المعيّة ، ليقول للمفكّرين : لا ينبغي أن تفهموا من قولي : «عليّ مع القرآن» أنّ عليّاً أقلّ رتبة من القرآن ، بل القرآن مع عليّ أيضاً ، فهما وجودان متعادلان»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المستدرك ٣/١٢٤ ، قال صحيح ولم يخرّجاه ، الجامع الصغير ٢/١٧٧ ، كنز العمّال١١ /٦٠٣.
(٢) الحقّ المبين : ١٠٥ للمرجع الديني الكبير الشيخ الوحيد الخراساني.