خصوصاً في كتاب الله وسنّة رسوله(صلى الله عليه وآله)»(١).
وإنّي خوفاً من الإطالة والخروج عن البحث أكتفي بهذا القدر ، وأرجع إلى الموضوع ، فأقول : إنّ بعض الصحابة قد جمعوا ما عندهم من سور في مصاحف لهم. وكان الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام منهم ، بل رئيسهم وعميدهم ؛ لأنّ مصحفه المجرّد من الشرح لم يكن كبقية المصاحف بل إنّه المصحف الأصل الكامل الذي كتبه الإمام عليهالسلام وورثه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ لكونه ابن عمّه وزوج ابنته والشخص الوحيد الذي كُلّف من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بجمع القرآن كُلِّه من بعده ، ولم يحظ بهذا الشرف غيره من الصحابة حتّى ابن مسعود وأُبيّ.
لكن بما أنّ قراءات أمثال أولئك الصحابة كانت رائجة بين الناس أيضاً ، فرسول الله(صلى الله عليه وآله) أقرّها ، لكنّه في الوقت نفسه كان يريد أن يمتاز الإمام عليّ عليهالسلام على غيره بجمع كتاب ربّه بين الدفّتين كاملاً بعد وفاته(صلى الله عليه وآله) ؛ وإنّ تعريفه(صلى الله عليه وآله) بأنّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع عليّ ، يعني هذا الأمر بل أكثر من ذلك ، وخصوصاً لو أضفنا إليه إرشاد الرسول(صلى الله عليه وآله) الناس إلى لزوم اتّباع العترة عليهمالسلام بجنب القرآن ، فيكون الابتعادُ عن هؤلاء ابتعاداً عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) والإسلام ، وهذا هو عين الضلالة والهلكة ؛ لأنّه لا هدى إلاّ بالقرآن والنبيّ والعترة ، «فعليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتّى يردا عليّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مناهل العرفان ١/٢٧٤.