والأنصار ، إلى غيرها من المعارف الإلهية. وهو مصحف العلم والتفسير والتأويل.
فالمصحف الأوّل هو المنزل على رسوله(صلى الله عليه وآله) في ليلة القدر دفعة واحدة والذي أمرنا بتلاوته.
أمّا المصحف الثاني(١) فهو كتاب علم وتفسير وليس كتاب ذكر وتلاوة.
وقد احتملنا هذا الأمر جمعاً بين الأخبار لأنّ جمع القرآن في مدّة ثلاثة أيّام لا يتّفق مع جمعه في ستّة أشهر الواردة في نصوص اُخرى ، فلابدّ من الجمع بين الأقوال مع الحفاظ على الثوابت المعروفة في أمر القرآن ، كوجود مصاحف مدوّنة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وإشراف رسول الله(صلى الله عليه وآله) على ترتيب المصحف و ...
وممّا اشتهر في هذا الأمر هو أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يعرض عليه من قبل جبرئيل عليهالسلام القرآن كلّ عام مرّة ، ومعناه أنّه كان يعيد الآيات النازلة عليه
نجوماً إلى أماكنها في السور من قرآن التلاوة ، فيقول : ضعوا الآية الفلانية في المكان الفلاني (٢) ، وقال تعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَاْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) أي أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان يرتّب الآيات طبق قرآن التلاوة كلّ سنة بعد نزولها منجَّمةً عليه(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ يجيز قراءتها في الصلاة بعد إكمال تلك السور ، وكتابة تلك السور في مصاحف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) نسميه بالمصحف مسامحة.
(٢) والتي مرت نصوصها سابقاً.