ومصاحفهم لتصحيح أعمالهم في هذا المضمار فتعرّضنا إلى بعض مصاحف الصحابة ومواقفهم اتّجاه السلطة ، ثمّ ذكرنا بعض الآراء لبعض المؤلّفين في هذا المجال واستعرضناها بالنقد والتحليل ونستأنف الكلام هنا في مصحف الإمام عليّ عليهالسلام :
مصحفا الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام :
بعد كلّ هذا العرض نتساءل : هل كان للإمام عليّ عليهالسلام مصحف يختصّ به ـ كما يشيعه الآخرون ـ أم أنّ مصحفه هو مصحف المسلمين اليوم؟ وَبعبارة أخرى : هَلْ يَخْتَلِف مُصْحفُهُ عليهالسلام عن المصحف الموجود المتداول المقروء عند الناس اليوم أم أنّه على وفاق معه؟
فلو قلنا بالقول الأوّل ، فما الدليل على المخالفة؟ بل ما هو حجم المخالفة فيما بينهما؟ هل هو في الترتيب؟ أم في متنه زيادة أو نقصاً؟
أمّا لو قلنا بالثاني ، فهل ذلك المصحف هو نفس مصحف رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي أمر بترتيبه وتدوينه ، وكان أودعه خلف فراشه ، أم أنّه مصحف آخر كتبه بإملاء رسول الله؟ أم أنّ له مصحفين؟ أحدهما ذاك ، والآخر هذا؟
ولا يخفى عليك بأنّ ابن أبي الحديد المعتزلي أكّد في شرح النهج على أنّ الإمام عليّاً عليهالسلام هو أوّل من جمع القرآن وحفظه ودوّنه إذ قال :
«وأمّا قراءته القرآن واشتغاله به ، فهو المنظور إليه في هذا الباب ، اتّفق الكلّ على أنّه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولم يكن غيره