في تفسير جمع القرآن بأنّه يعني الحفظ لا الكتابة ، هو باطل.
قالوا بذلك لسلب فضيلة جمع القرآن للإمام عليٍّ عليهالسلام وإعطائها لآخرين ، مع أنّه الأولى بذلك ـ عدا كونه أوّل كتّاب الوحي ، وصهر الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وزوج البتول عليهاالسلام ، وابن عمّه ، وأوّل القوم إسلاماً ـ وذلك لكونه عِدْل القرآن ، وأحد الثقلين ، والقائل : سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار.
ثمّ صاروا إلى التشكيك في روايات جمع الإمام للقرآن وتضعيفها ، وحملها على الجمع في الصدور ، وأكثر من ذلك أنّهم رووا على لسانه أنّه قال : «أعظم الناس أجراً في المصاحف أبوبكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أوّل من جمع كلام الله بين اللوحين»(١). وقوله في مصحف عثمان : «والله لو ولّيت لفعلت مثل الذي فعل»(٢).
ثمّ أشرنا إلى الجمع بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بواسطة الإمام عليّ عليهالسلام من خلال الأدلّة والروايات التاريخية من كلا الفريقين ، ثمّ استعرضنا أقوال علماء الشيعة في مصحف الإمام عليهالسلام وأخبار مصحف الإمام عليّ عليهالسلام في كتب الجمهور ، ومن ثمّ تطرّقنا إلى لجوء الخلفاء إلى أسلوب الاحتماء بالصحابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصاحف ١ / ١٥٤ الرقم ١٧ و ١٨ و ١٩ ، تاريخ دمشق ٣٠ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١١٥ ، تاريخ الخلفاء : ٨٦.
(٢) أنظر البرهان للزركشي ١ / ٢٤٠ ، الاتقان للسيوطي ١ / ١٦٦ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٤٤ ، ٢٤٦ ، ٢٤٨ ، تاريخ ابن شبة ٣ / ٩٩٥.