كل العداوة قد ترجى إزالتها |
|
إلا عداوة من عاداك من حسد |
وقال حكيم الشعراء :
وأظلم خلق الله من بات حاسدا |
|
لمن بات في نعمائه يتقلب |
قال ابن عطية قال بعض الحذاق هذه السورة خمس آيات وهي مراد الناس بقولهم للحاسد الذي يخاف منه العين : الخمسة على عينك ، فإن قيل : إذا وقب ، وإذا حسد فقيد بإذا التي تقتضي تخصيص بعض الأوقات؟ فالجواب أن شر الحاسد ومضرته إنما تقع إذا أمضى حسده ، فحينئذ يضر بقوله أو بفعله أو بإصابته بالعين ، فإن عين الحسود قاتلة. وأما إذا لم يمض حسده ولم يتصرف بمقتضاه فشره ضعيف ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ثلاث لا ينجو منهن أحد : الحسد والظن والطيرة ، فمخرجه من الحسد أن لا يبقى ومخرجه من الظن أن لا يحقق ومخرجه من الطيرة ألا يرجع (١) ، فلهذا خصه بقوله إذا وقب ، فإن قيل إن قوله من شر ما خلق عموم يدخل تحته كل ما ذكر بعده فلأي شيء ذكر ما بعده؟ فالجواب أن هذا من التجريد للاعتناء بالمذكور بعد العموم ، ولقد تأكد ما ذكر في هذه السورة بعد العموم بسبب السحر الذي سحر اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشدة حسدهم له.
__________________
(١). قال في التيسير : رواه الطبراني بإسناد ضعيف ومرسلا عن الحسن البصري.