بسبب الرحلتين ، فقد روي أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف ويحتمل أن يريد إطعامهم على الإطلاق ، فقد كان أهل مكة ساكنين بواد غير ذي زرع ، ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد ، بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو قوله : (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) [البقرة : ١٢٦] (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) يحتمل أن يريد : آمنهم من خوف أصحاب الفيل ، ويحتمل أن يريد آمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) [البقرة : ١٢٦] وقد فسرناه في موضعه ، أو يعني آمنهم في أسفارهم لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين ، لا يتعرض لهم أحد بسوء ، وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم : وقيل : آمنهم من الجذام فلا يرى بمكة [أحد] مجذوما قال الزمخشري : التنكير في جوع وخوف لشدتهما.