ساترا لجميع عيوبه حتى يحرم على المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه ..» (١) وتقريب الاستدلال به : أن ظاهر السؤال فيه وان كان السؤال عن الطريق إلى العدالة بعد معرفة مفهومها ، لكن يتعين حمله على السؤال عن مفهومها بقرينة ما في الجواب ، فان الستر والعفاف المذكورين فيه من سنخ الملكات ، وكف
__________________
(١) وبقية الحديث من الفقيه : حتى يحرم على المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه ، وتفتيش ما وراء ذلك. ويجب عليهم تزكيته واظهار عدالته في الناس. ويكون منه التعاهد للصلوات الخمس اذا واظب عليهن وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين ، وان لا يتخلف عن جماعتهم في مصلّاهم إلّا من علة ، فاذا كان كذلك لازما لمصلاه عند حضور الصلوات الخمس ، فاذا سئل عنه في قبيلته ومحلته ، قالوا : ما رأينا منه إلّا خيرا ، مواظبا على الصلوات متعاهدا لاوقاتها في مصلاه ، فان ذلك يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين.
وذلك ان الصلاة ستر وكفّارة للذنوب وليس يمكن الشهادة على الرجال بانه يصلي اذا كان لا يحضر مصلّاه ويتعاهد جماعة المسلمين ، وانما جعل الجماعة والاجتماع إلى الصلاة لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع. ولو لا ذلك لم يمكن احد .. وقد كان يقول رسول الله صلىاللهعليهوآله لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلّا من علة.
انظر الوسائل باب : ٤١ من كتاب الشهادات حديث ١.
أقول : ساترا لجمع عيوبه .. يشمل الكبائر والصغائر ولا يشمل ما ينافي المروّة ، اذ المنصرف من العيوب ، العيوب الشرعيّة دون العرفية جزما ، وهذا الستر هو حسن الظاهر. وهو لا يحرز بالاصل عند الشك ومن دون مباشرة ولو في اوقات صلاة الجماعة. وعلى كل ذيل الرواية محتاج إلى تأويل وتوجيه.