ومن دونهن من
النساء المخدرات المصونات يمنعن أن يخرجن في سفر وغيره إلى متنزه وبستان ونحوه
فوصفهن اللازم لهن : هو القصر في البيت ، وإن كان يعرض لهن مع الخدم الخروج إلى
البساتين ونحوها.
وأما مجاهد فقال :
مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ.
وقد تقدم وصف
النسوة الأول. بكونهن قاصرات الطرف ، وهؤلاء بكونهن مقصورات. والوصفان لكلا
النوعين ، فإنهما صفتا كمال. فتلك الصفة قصر الطرف عن طموحه إلى غير الأزواج ،
وهذه الصفة قصرهن عن التبرج والبروز والظهور للرجال.
قول الله تعالى
ذكره :
(مُتَّكِئِينَ عَلى
رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦)) وقال تعالى : ٨٨ :
١٣ ـ ١٥ (فِيها سُرُرٌ
مَرْفُوعَةٌ ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ ، وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ ، وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ).
وذكر هشام عن أبي
بشر عن سعيد بن جبير قال : الرفرف رياض الجنة. والعبقري : عتاق الزرابي. وذكر
إسماعيل بن عليّة عن أبي رجاء عن الحسن. في قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ
وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ) قال : هي البسط. قال : وأهل المدينة يقولون : هي البسط.
وأما النمارق.
فقال الواحدي : هي الوسائد في قول الجميع ، واحدتها : نمرقة. بضم النون. وحكى
الفراء نمرقة بكسرها ، وأنشد أبو عبيدة :
إذا ما بساط
اللهو مدّ وقربت
|
|
للذاته أنماطه
ونمارقه
|
وقال الكلبي :
وسائد مصفوفة بعضها إلى بعض. وقال مقاتل : هي الوسائد مصفوفة على الطنافس.
والزرابي بمعنى البسط ، والطنافس.