سورة الصف
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٥))
وقال عن عباده المؤمنين إنهم سألوه التثبيت على الهدى بقولهم : ٣ : ٨ (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا).
وأصل الزيغ : الميل ، ومنه : زاغت الشمس ، إذا مالت. فإزاغة القلب : إمالته عن الهدى. وزيغه : ميله عن الهدى الى الضلال.
والزيغ : يوصف به القلب والبصر ، كما قال تعالى : ٣٣ : ١٠ (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ).
قال قتادة ومقاتل : شخصت فرقا. وهذا تقريب للمعنى : فإن الشخوص غير الزيغ. وهو أن يفتح عينيه ينظر إلى الشيء ، فلا يطرف. ومنه : شخص بصر الميت.
ولما مالت الأبصار عن كل شيء فلم تنظر إلا إلى هؤلاء الذين أقبلوا إليهم من كل جانب اشتغلت عن النظر إلى شيء آخر ، فمالت عنه.