سورة يس
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره :
وأما الغل فقال تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨)) قال الفراء : حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله. وقال أبو عبيدة : منعناهم عن الايمان بموانع. ولما كان الغل مانعا للمغلول من التصرف والتقلب كان الغل الذي على القلب مانعا من الايمان.
فإن قيل : فالغل المانع من الايمان هو الذي في القلب ، فكيف ذكر الغل الذي في العنق.
قيل : لما كان عادة الغل أن يوضع في العنق ناسب ذكر محله والمراد به القلب. كقوله تعالى : ١٧ : ١٣ (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) ومن هذا قولهم : اثمي في عنقك. وهذا في عنقك. ومن هذا قوله : ١٧ : ٢٩ (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ) شبه الإمساك عن الإنفاق باليد إذا غلت إلى العنق. ومن هذا قال الفراء : إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا :