أنتم أيضا إن كنتم
محقين في دعواكم : أنكم أهل الجنة ، لتقدموا على ثواب الله وكرامته ، وكانوا أحرص
شيء على معارضته. فلو فهموا منه ما ذكره أولئك لعارضوه بمثله.
وأيضا فإنا نشاهد
كثيرا منهم يتمنى الموت لفقره وبلائه. وشدة حاله ، ويدعو به ، وهذا بخلاف تمنيه
والدعاء به على الفرقة الكاذبة فإن هذا لا يكون أبدا ، ولا وقع من أحد منهم في
حياة النبي صلىاللهعليهوسلم البتة. وذلك لعلمهم بصحة نبوته وصدقه ، وكفرهم به حسدا
وبغيا ، فلا يتمنونه أبدا ، لعلمهم أنهم هم الكاذبون. وهذا القول الذي نختاره.
والله أعلم بما أراد من كتابه.
قوله تعالى :
(فَإِنْ آمَنُوا
بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ (١٣٧))
وليس له مثل.
والجواب من أوجه :
الأول : أن المراد
به التبكيت ، والمعنى : حصلوا دينا آخر مثله ، وهو لا يمكن.
الثاني : أن كلمة «مثل»
صلة.
الثالث : أنكم
آمنتم بالفرقان من غير تصحيف ولا تحريف. فإن آمنوا بالتوراة من غير تصحيف ولا
تحريف فقد اهتدوا.
الرابع : أن
المراد إن آمنوا بمثل ما صرتم به مؤمنين.
روى ابن جرير أن
ابن عباس قال : قولوا آمنا بالله فإن آمنوا بالذي آمنتم به.
قال عبد الجبار :
ولا يجوز ترك القراءة المتواترة.
قول الله تعالى
ذكره :