باب الهمز
ـ قال الخليل بن أحمد : الهمز مجيئها لكن لا صورة لها في نفسها (١) ، فإن كان ما قبلها مفتوحا كتبت ألفا ، نحو : يأكل ويأخذ ، وإن كان ما قبلها مضموما كتبت واوا. نحو : يؤمنون ويؤلون ، وإن كان ما قبلها ساكنا لم تصور ، نحو : جزء ودفء.
ـ وقال غيره : إنما فعلوا ذلك لأن هذه إنما صوّرتها قريش ، والهمزة لم تكن في كلامهم فصوروا سائر الحروف ولم يصوروها ، ثم نزل القرآن بلغات العرب ـ وإن كان أكثره بلغة قريش ـ قريب لغتهم على ما كانت عليه من تبيين الهمز فيها.
ـ فإن قيل : لم كتب بعضها وترك البعض؟
قلنا : ما كتب بلغة قريش ترك ، وما كتب بلغة غيرهم أثبت ، والله أعلم.
ـ فإن قيل : لأية علة قلبوا الواو همزة في قولهم قاول ، وكذلك الياء في نحو كايل وبايع؟
قلنا : لوقوعها بعد ألف فاعل ، وهي ساكنة ، ولم يكن إلى الحذف سبيل
__________________
(١) قال المبرد : الهمزة لا صورة لها ، وإنما تكتب تارة واوا وتارة ياء وتارة ألفا ، فلا أعدّها مع التي أشكالها محفوظة معروفة ، فهي جارية على الألسن موجودة في اللفظ ، ويستدلّ عليها بالعلامات في الخط لأنه لا صورة لها.