باب الإتباع
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١). أليس الفرقان لنبينا محمد صلىاللهعليهوسلم؟
قلنا ـ وبالله التوفيق ـ :
إنّ الفرقان يتجه على وجوه :
ـ منها : ما يكون مصدرا من : فرق يفرق فرقا ، معناه : ولقد آتينا موسى الكتاب ، وفرقنا له البحر فرقانا.
ـ الثاني : إن الفرقان هو النصرة ، كقوله تعالى : (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) (٢) ، يعني : نصرة. فمعنى الآية : ولقد آتينا موسى الكتاب والنصرة على العدو.
ـ وقيل : ولقد آتينا موسى الكتاب ومحمدا الفرقان.
قال الشيخ الإمام رضي الله عنه : والقول الأول هو المختار عندي ، فالعرب توقع الفعل على شيئين ، وهو في الحقيقة لأحدهما ، وتضم للآخر فعلا ، وتجري الثاني مجرى الأول في الإعراب ، على معنى الإتباع. وهذه الآية منها.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٥٣.
(٢) سورة الأنفال : آية ٢٩.