ـ وقال بعضهم :
هذا على التقديم والتأخير.
فمعناه : مثل
الذين كفروا كمثل الغنم الذي لا يفهم حقيقة قول الناعق.
فأضاف المثل
الثاني إلى الناعق ، وهو في المعنى مضاف إلى المنعوق به.
وهذا مما لا
يستنكر في كلام العرب ؛ لأنهم يقدّمون ما يوضّحه التأخير ، ويؤخّرون ما يوضحه
التقديم ، كما قيل : عرضت الناقة على الحوض. أي : عرضت الحوض على الناقة. وكسوت الثوب بدني ، أي : كسوت بدني
الثوب ، ولبست الخفّ رجلي.
كما قال تعالى : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ
بِالْعُصْبَةِ) . معناه : العصبة تنوء بالمفاتيح.
وقوله تعالى : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) . أي : سنين ثلثمائة.
ولو لا التقديم
والتأخير لكان حقّ الكلام : ثلثمائة سنة.
وقيل : هذا على
القياس المتروك .
وقوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) . أي : خلق العجل من الإنسان.
__________________