باب
«أمّا» ، بفتح الألف
ـ إن سئل عن قوله
تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا...) الآية ، فلأي معنى دخلت الفاء في جوابهما؟
والفاء إنما تدخل
في جواب الشرط ، وأية كلمة هي؟
ـ الجواب ـ وبالله
التوفيق :
إنّ «أمّا» كلمة
يؤتى بها لتأكيد الكلام وتحقيقه ، ويقضي جوابا بالفاء ؛ لأنّ فيها معنى الشرط
والجزاء.
إذا قيل : أمّا
زيد فقد آمن ، وأمّا عمرو فقد كفر ، كأنه قال : مهما يكن من شيء فقد آمن زيد ،
ومهما يكن من شيء فقد كفر عمرو.
ومنها قوله تعالى
: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ
فَحَدِّثْ) .
فتلخيص الكلام :
فأما إن كنت قاسيت اليتم فلا تقهر اليتيم ؛ وأما إن كنت من قبل فقيرا فلا تنهر
الفقير ، وأما إن كنت عرفت نعمتي فحدث بها.
__________________