«هيمالايا» المستورة بالثلوج فى صورة دائمة وينصب فى خليج «البنغال» وهو نهر غاية فى العظمة والكبر ، ويرتفع منبعه عن سطح البحر ب «١٣٨٠٠) قدما فهو أعظم أنهار الهند وأهمها سواء أكان من الناحية التجارية أو من حيث الاتساع ، وبما أن منبعه ومصبه فى بلاد واحدة أى فى داخل الهند فهو مرجح على الأنهار الأخرى التى تنبع من بلد وتصب فى بلد آخر ، فمجرى ذلك النهر على العموم من البنجاب الذى يقع فى الجهة الشرقية الشمالية إلى «البنغال» والمياه الجارية التى فى أطرافها وأكنافها تتحد مع بعضها مثل عروف الأشجار وأوراقها ثم تلتقى كلها بنهر غنج ويشكل منظرها هيئة غريبة على شكل أوراق الأشجار ، وإلى أن ينزل مجرى نهر الغنج من منبعه إلى هضبة مستوية شديدة الانحدار ومن مبدأ هذه الهضبة إلى خليج «البنغال» ١٣٠٠ ميل.
وعندما يصل هذا النهر للهضبة المذكورة المستوية ، يساعد على سير الفلائك المحلية وبعدها بمائة ميل على سير مراكب كبيرة نوعا ما ، وفى داخل مصبه بأربعمائة وسبعين ميلا عند مدينة «الله أباد» يتحد بنهر «جمنة» على وزن عمرة ويكون اتساعه ما يقرب من ميل إلا أن اتساعه فيما بعد وعمقه يختلفان درجة بعد درجة ، وفى داخل مصب هذين النهرين اللذين يكتسبان الضخامة باتحادهما ب ٢٨٠ ميلا وفى الجهة اليمنى منها تتشعب مياه صغيرة وتكون نهر «هولى» الذى يقع عند مدينة» قالكوته «ولكن مجراه القديم يتحد بنهر براهمة بوتره» الذى يقع فى الجهة السفلى من قالكوتة وكلما آقترب من البحر انقسم إلى شعب متعددة وصبّ فى البحر من عشرين مصبّا تقريبا.
والجزر التى تتكون بين هذه المصبّات تكون فى كل المواسم فى حالة المستنقعات هواؤها ردئ مهلك ومضر للإقامة وغير صالحة للحياة.
وتقع مدينة الله أباد عند نقطة التقاء نهرى غنج وجمنة ولما كان هذا الموقع مكانا غاية فى السعد والقداسة بناء على اعتقاد الهندوس ، فمن المستحيل تعيين الزوار الذين يأتون ويذهبون إلى المدينة ، ويطلق الهندوس على الذين يزورون نقطة التقاء النهرين «الحجاج» والذين يدينون بمذهب «البراهمة» يعدون من يزور