حسين بن أبى الهيجاء وكتب على طاق بابه : «هذا مصرع حمزة بن عبد المطلب ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمره حسين بن أبى الهيجاء سنة ثمان وخمسمائة».
وكان حضرة حمزة قد طعن فى ساحة مسجد ركن الجبل وسقط على ساحة مسجد الوادى ، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بإحضار جثمانه على ساحة مسجد الوادى الذى سبق تعريفه وصلى عليه.
وعلى رواية : أنه أدى صلاة الصبح فى هذا المكان ذلك اليوم هناك بين مسجد الوادى ومشهد حمزة.
وفى الجهة الغربية من المسجد المذكور مبنى مقبب يعرف باسم قبة الثنايا وهو أثر من آثار المرحوم سليم بك أحد كاتمى أسرار السلطان عبد المجيد وزملائه ، كانت ثنية النبى صلى الله عليه وسلم قد تكسرت فى هذا المكان الذى تحت القبة.
مع أن هذا المكان المبارك مركز وقعة أحد الأليمة إلا أنه أصبح الآن مسيرة للناس ، قد بنى هناك كثير من المحال والمنازل واعتاد الأهالى أن يذهبوا هناك من وقت لآخر.
وفى مواسم الحج يشتد الزحام هناك ليلا ونهارا ، ولا سيما عندما ترد طائفة الرحبيين ويقيم أهل المدينة فى المنازل التى هناك ويبذلون جهدهم ليحملوا الزوار والواردين على الزيارة ، ولكن بهجة هذا المكان وزيارة آثاره تكون مهددة بأطماع عربان البادية وإذا طغى العربان وثاروا فلا مجال لذهاب الزائرين إلى هناك كما أنه ليس فى الإمكان إقامة الأهالى فى تلك البيوت آمنين مستريحين. وفى مثل هذه الأوقات يذهب الزوار فى جماعات كبيرة حتى يستطيعوا أن يدافعوا عن أنفسهم ضد اللصوص والمسلحين ، وإذا ما اقتضى الأمر حربهم فإنهم يقاتلون العربان ويشتتون شملهم.
ومن يخرجون من أهل المدينة لزيارة شهداء أحد يحملون السلاح ، ويقولون إن حمل السلاح عند زيارة شهداء أحد سنة شريفة ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحمل السلاح حينما كان يزور شهداء أحد.