(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٥) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦) عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧) لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(٩)
قوله تعالى : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) قال الزجاج (١) : لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق ، فيفتتنوا بذلك.
وقال مجاهد : لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك ، فيقولوا : لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا (٢). وقد سبق ذلك في يونس (٣).
قال الزمخشري (٤) : ثم كرّر الحث على الائتساء بإبراهيم وقومه تقريرا وتأكيدا عليهم ، ولذلك جاء به مصدّرا بالقسم ؛ لأنه الغاية في التأكيد ، وأبدل عن قوله :
__________________
(١) معاني الزجاج (٥ / ١٥٧).
(٢) أخرجه مجاهد (ص : ٦٦٧) ، والطبري (٢٨ / ٦٤). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ١٢٩) وعزاه لعبد بن حميد.
(٣) عند الآية رقم : ٨٥.
(٤) الكشاف (٤ / ٥١٣ ـ ٥١٤).