رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧) فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٨)
قوله تعالى : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) قال ابن عباس : إن الله خلق بني آدم مؤمنا وكافرا ، ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم (١).
قال الزجاج (٢) : جاء في التفسير : أن يحيى بن زكريا خلق في بطن أمه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمه كافرا.
قلت : وعلى هذا جاءت الأحاديث الصحيحة ، وليس هذا موضع استقصائها :
منها : «السعيد من سعد في بطن أمه ، والشقيّ من شقي في بطن أمه» (٣).
ومنها : «ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات ، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد» (٤).
ومنها : «الغلام الذي قتله الخضر» (٥).
وقيل : تمّ الكلام عند قوله : (خَلَقَكُمْ) ، ثم ابتدأ فقال : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٣٠٦) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٢٧٩).
(٢) معاني الزجاج (٥ / ١٧٩).
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣ / ١٠٧ ح ٢٦٣١) من حديث ابن مسعود.
(٤) أخرجه البخاري (٣ / ١١٧٤ ح ٣٠٣٦) ، ومسلم (٤ / ٢٠٣٦ ح ٢٦٤٣).
(٥) أخرجه مسلم (٤ / ٢٠٥٠ ح ٢٦٦١).