الفاعلين أو كان في الحال فالوجه فيه التنوين والنصب ؛ لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال يعمل عمل الفعل.
وقرأ الباقون بغير تنوين وبالجر في الجملتين على الإضافة (١) ؛ طلبا للخفة والتنوين مراد ، ولذلك لا يتعرّف اسم الفاعل وإن أضيف إلى معرفة.
قال صاحب الكشاف (٢) : إن قلت : لم قيل : «كاشفات» و «ممسكات» على التأنيث بعد قوله تعالى : (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)؟
قلت : أنثهن وكنّ إناثا ، وهنّ اللات والعزى ومناة ، [قال الله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ])(٣) (الثَّالِثَةَ الْأُخْرى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) [النجم : ١٩ ـ ٢١] [ليضعفها](٤) ويعجزها زيادة تضعيف وتعجيز عما طالبهم به من كشف الضر وإمساك الرحمة ؛ لأن الأنوثة من باب اللين والرخاوة ، كما أن الذكورة من باب الشدة والصلابة ، كأنه قال : الإناث اللاتي هنّ اللات والعزى ومناة أضعف مما تدّعون [لهن](٥) وأعجز. وفيه [تهكم](٦) أيضا.
(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٣٩) مَنْ
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٣٤١ ـ ٣٤٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٢٣) ، والكشف (٢ / ٢٣٩) ، والنشر (٢ / ٣٦٣) ، والإتحاف (ص : ٣٧٦) ، والسبعة (ص : ٥٦٢).
(٢) الكشاف (٤ / ١٣٢).
(٣) زيادة من الكشاف ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : لضعفها. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : لهم. والمثبت من الكشاف ، الموضع السابق.
(٦) في الأصل : تهكيم.