يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠) إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١) اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(٤٢)
(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) مفسر في الأنعام (١).
وما بعده مفسر إلى قوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) أي : يقبضها عند فناء أجلها ، (وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ) أي : ويتوفى التي لم تمت (فِي مَنامِها) وسماه وفاة على وجه التشبيه للنائمين بالموتى ، ومنه قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) [الأنعام : ٦].
قال الزجاج (٢) : المتوفى وفاة الموت هو الذي قد فارقته النفس التي تكون بها الحياة والحركة ، والنفس التي تميز بها ، والتي تتوفى في النوم نفس [التمييز](٣) وحدها لا نفس الحياة التي إذا زالت زال معها النّفس ، والنائم يتنفّس.
وقال ابن عباس : في ابن آدم نفس وروح ، فالنفس العقل والتمييز ، وبالروح النفس والتحريك ، فإذا نام العبد قبض الله تعالى نفسه ولم يقبض روحه (٤).
__________________
(١) عند الآية رقم : ١٣٥.
(٢) معاني الزجاج (٤ / ٣٥٦).
(٣) في الأصل : التميز. والتصويب من معاني الزجاج ، الموضع السابق.
(٤) ذكره الماوردي (٥ / ١٢٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ١٨٦).