سورة سبأ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وهي أربع وخمسون في العدد الكوفي والمدني ، وهي مكية بإجماعهم.
واستثنى الضحاك وابن السائب ومقاتل آية ، وهي قوله تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ) فقالوا : نزلت بالمدينة (١).
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)(٢)
قال الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢) يعني :
__________________
(١) قال السيوطي في الإتقان (١ / ٥٢) : روى الترمذي عن فروة بن مسيك المرادي قال : أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي ... الحديث ، وفيه : وأنزل في سبأ ما أنزل ، فقال رجل : يا رسول الله وما سبأ ... الحديث (الترمذي ٥ / ٣٦١). قال ابن الحصار : هذا يدل على أن هذه القصة مدنية ، لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع. قال : ويحتمل أن يكون قوله : «وأنزل» حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته.
(٢) في هامش الأصل : قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ ... إلخ) قال ابن جرير (٢٢ / ٥٩) : يقول تعالى ذكره : الشكر الكامل والحمد التام كله للمعبود الذي هو مالك جميع ما في السماوات السبع وما في الأرضين السبع دون كل ما يعبدونه ، ودون كل شيء سواه لا مالك لشيء من ذلك غيره ، فالمعنى الذي هو مالك جميعه ، (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) يقول : وله الشكر الكامل في الآخرة كالذي هو له ذلك في الدنيا العاجلة ؛ لأن منه النعم كلها على كل من في السماوات والأرض في الدنيا ، ومنه يكون ذلك في الآخرة ، فالحمد لله خالصا دون ما سواه ، في عاجل الدنيا وآجل الآخرة ؛ لأن النعم كلها من قبله ـ