والمعنى : مبشرات بالغيث.
(وَلِيُذِيقَكُمْ) عطف على «مبشّرات» على المعنى ، كأنه قيل : ليبشركم وليذيقكم. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف ، تقديره : وليذيقكم ، [وليكون كذا وكذا](١) أرسلناها (٢). والمعنى : وليذيقكم من رحمته بنزول الغيث وحصول الخصب ، (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) فإن جريها في البحر متوقف على إرسال الرياح.
(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) بطلب التجارة في البحر (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمه فتوحّدوه.
ثم عزى نبيه صلىاللهعليهوسلم مبشرا له أن عاقبة الأمر له ولأصحابه ، ومنذرا للكفار من غضبه وانتقامه ، فقال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ، وكان بعضهم يقف [على](٣) : (وَكانَ حَقًّا) على معنى : وكان الانتقام من المجرمين حقا ، ثم يبتدئ (عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
والأول أظهر ؛ لما أخبرنا به أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد الطوسي ، حدثنا الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ، أخبرنا [عبد الواحد بن أحمد](٤) المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد
__________________
(١) في الأصل : ولتجري. وهو وهم من الناسخ. والمثبت من الكشاف (٣ / ٤٩٠).
(٢) هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣ / ٤٩٠). وانظر : الدر المصون (٥ / ٣٨١).
(٣) زيادة على الأصل.
(٤) في الأصل : أحمد بن عبد الواحد ، والصواب ما أثبتناه. انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء ـ