فِي ما رَزَقْناكُمْ). ف «من» الأولى للمبتدأ ، والثانية للتبعيض ، والثالثة زائدة (١).
والمعنى : هل يشارككم عبيدكم فيما رزقناكم من المال والعبيد والأهل.
(فَأَنْتُمْ فِيهِ) أيها السادة والعبيد (سَواءٌ). وموضع قوله : (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ) : النصب ؛ لأنه جواب قوله : (هَلْ لَكُمْ) ، تقديره : هل لكم منهم شركاء فتستووا.
(تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) قال ابن عباس : تخافونهم أن يرثوكم كإرث بعضكم بعضا (٢).
وقيل : المعنى : تهابون عبيدكم وتخشون أن يستبدوا بالتصرف دونكم كما يهاب ويخشى بعضكم بعضا.
ومعنى الكلام : إذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم ، فكيف ترضونه لي وأنا المالك على الحقيقة ، الموجد للخليقة ، وكيف تجعلون لي من خلقي وعبيدي شركاء ولا تجعلون ذلك لأنفسكم.
قال سعيد بن جبير : نزلت هذه الآية في تلبية المشركين وقولهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك (٣).
قوله تعالى : (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) يشير إلى أن المشركين لم يأخذوا في شركهم بدليل نقلي ولا برهان عقلي ، وإنما هو مجرد هوى.
__________________
(١) انظر : الدر المصون (٥ / ٣٧٦).
(٢) أخرجه الطبري (٢١ / ٣٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٩٢) وعزاه لابن جرير.
(٣) أخرجه الطبراني (٨ / ٤٥ ح ٧٩١٠) عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٩٢) وعزاه للطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ، والماوردي (٤ / ٣١٠ ـ ٣١١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٢٩٨) كلاهما من قول سعيد بن جبير.