من قريش وغطفان وبني قريظة أيام الخندق ، وعليهم أبو سفيان بن حرب.
(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) قال مجاهد : هي الصبا ، أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم ونزعت فساطيطهم (١).
قال ابن عباس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نصرت بالصّبا ، وأهلكت عاد بالدّبور» (٢).
(وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) وقرأ النخعي وابن السميفع : «يروها» بالياء (٣) ، وهم الملائكة عليهمالسلام.
وفيما صنعوا أربعة أقوال ؛ حكاها الماوردي (٤) وغيره :
أحدها : أنهم فرقوا كلمة المشركين وأقعدوا بعضهم عن بعض.
والثاني : أنهم أوقعوا الرعب في قلوبهم. حكاه ابن شجرة.
الثالث : أنهم قووا قلوب المسلمين من غير أن يقاتلوا معهم.
الرابع : أنهم قلعوا الأوتاد ، وقطعوا الأطناب ، وأطفؤوا النيران ، وكبّروا في جوانب العسكر ، فقال طلحة بن خويلد الأسدي : أما محمد فقد سحركم فالنجاء النجاء ، فانهزموا من غير قتال.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢١ / ١٢٨) ، ومجاهد (ص : ٥١٥) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣١١٧) ، وأبو الشيخ في العظمة (٤ / ١٣٤٢ ح ٨٥٤٥٨). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٧٣) وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة والبيهقي.
(٢) أخرجه البخاري (١ / ٣٥٠ ح ٩٨٨) ، ومسلم (٢ / ٦١٧ ح ٩٠٠).
(٣) ذكر هذه القراءة ابن الجوزي في : زاد المسير (٦ / ٣٥٧) ، والسمين الحلبي في : الدر المصون (٥ / ٤٠٤).
(٤) تفسير الماوردي (٤ / ٣٧٩).