(لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) أي : أخذنا ميثاقهم ليسأل الصادقين ، وهم الأنبياء عن صدقهم في تبليغهم.
ومعنى سؤال الأنبياء وهو يعلم صدقهم : تبكيت مكذبيهم. وهذا معنى قول الزجاج (١).
وقيل : ليسأل الأنبياء عن الوفاء بالميثاق الذي أخذه عليهم.
(وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) عطف على ما دلّ عليه «ليسأل» (٢) ، كأنه قال : فأثاب المؤمنين ، وأعدّ للكافرين (عَذاباً أَلِيماً).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا)(١٠)
قوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) قال ابن عباس : يعني : يوم الأحزاب (٣) ، حين أنعم عليهم بالصبر ثم بالنصر (٤).
(إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) وهم الأحزاب الذين تحزبوا وتجمعوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) انظر : معاني الزجاج (٤ / ٢١٧).
(٢) ويجوز أن يكون معطوفا على «أخذنا» ؛ لأن المعنى : أن الله أكدّ على الأنبياء الدعوة إلى دينه لإثابة المؤمنين وأعد للكافرين (انظر : الدر المصون ٥ / ٤٠٤).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٩ / ٣١١٦).
(٤) ذكره الماوردي (٤ / ٣٧٨).