وقت قال لوط لقومه. (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) أتفعلون السيئة القبيحة ، وهي إتيان الرجال في الأدبار.
قال مجاهد : كان بعضهم يجامع بعضا في المجلس (١).
(ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) قال عمرو بن دينار : ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم لوط (٢).
و «من» في قوله : (مِنْ أَحَدٍ) زائدة لتوكيد النفي وزيادة معنى الاستغراق ، والتي تليها للتبعيض (٣).
أ (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) بيان لقوله : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) ، والهمزة فيهما للإنكار والتوبيخ العظيم.
وقرأ نافع وحفص : «إنكم لتأتون» على لفظ الخبر (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٠ / ١٤٦) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٥٥). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٦١) وعزاه للفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق.
(٢) أخرجه الطبري (٨ / ٢٣٤ ، ٢٠ / ١٤٤) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٥١٧) ، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (١ / ١٦٥ ح ١٥٤) ، والبيهقي في الشعب (٤ / ٣٥٩ ح ٥٤٠٠). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٩٥) وعزاه لابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.
(٣) انظر : الدر المصون (٣ / ٢٩٧).
(٤) الحجة للفارسي (٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٢٨٧) ، والكشف (١ / ٤٦٨) ، والنشر (٢ / ٢٧٠) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٢٦ ـ ٢٢٧) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٨٥ ـ ٢٨٦).