مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)(٨٤)
قوله تعالى : (وَلُوطاً) أي : وأرسلنا لوطا ، أي : واذكر لوطا.
قال بعض أهل اللغة : هو مشتق من لطت الحوض ؛ إذا ملّسته بالطين (١).
قال الزجاج (٢) : وهذا غلط ؛ لأن لوطا من الأسماء الأعجمية ليس من العربية. فأما لطت الحوض ، وهذا ألوط بقلبي من هذا ، فمعناه : ألصق بقلبي (٣) ، واللّيط : القشر ، فهذا صحيح في اللغة ، ولكن الاسم أعجمي ؛ كإبراهيم وإسحاق ، لا تقول إنه مشتق من السّحق وهو البعد ، وهو كتاب الله الذي لا ينبغي أن يقدم على تأويله إلا برواية صحيحة أو حجة واضحة.
وقد ذكرنا في آل عمران (٤) أيضا : أن نوحا سمي بذلك ؛ لنوحه ، والظاهر أنهما اسمان أعجميان ، ولزمهما الصرف مع العجمة والتعريف لخفتهما ، وهو : لوط بن هاران ـ ويقال : هازان ، بالزاي المعجمة ـ بن تارح ، والد إبراهيم عليهالسلام ، وقد ذكرنا نسبه في الأنعام.
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) «إذ» ظرف ل «أرسلنا» ، أو بدل من «واذكر» (٥) ، أي : واذكر
__________________
(١) انظر : اللسان (مادة : لوط).
(٢) معاني الزجاج (٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢).
(٣) انظر : اللسان (مادة : لوط).
(٤) عند الآية رقم : ٣٣.
(٥) انظر : التبيان للعكبري (١ / ٢٧٩) ، والدر المصون (٣ / ٢٩٦).