ذكره يعود إلى المبتدأ (١).
ومن نصب «خالصة» كان حالا مما في قوله : " للذين آمنوا" ؛ لأن فيه ذكرا يعود إلى المبتدأ الذي هو «هي» ، ف" خالصة" حال عن ذلك الذكر ، والعامل في الحال ما في اللام من معنى الفعل ، واللام على هذا متعلقة بمحذوف ، وفيها الذكر الذي كان يكون في المحذوف لو ذكر ، وليست متعلقة بالخلوص ، كما تعلقت به في قول من رفع.
وقال ابن الأنباري : «خالصة» نصب على الحال من لام مضمرة ، تقديرها : هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة ، وهي لهم في الآخرة خالصة ، فحذفت اللام لوضوح معناها ، كما تحذف العرب أشياء لا يلبس سقوطها (٢).
قال الشاعر :
تقول ابنتي لما رأتني شاحبا |
|
كأنّك يحميك الطعام طبيب |
تتابع أحداث تخرّمن إخوتي |
|
فشيّبن رأسي والخطوب تشيب (٣) |
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبيّنها ونوضحها ، (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يعقلون سرّ الله ما أحل وحرم ، فأما من تولى الشيطان وأطاعه ، فهو بمعزل عن هذا البيان الواضح.
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) هي جمع : فاحشة. وقد ذكرنا أن الفاحشة : ما اشتد قبحه من الذنوب ، فيدخل في ذلك جميع ما ذكره المفسرون من
__________________
(١) انظر : مشكل إعراب القرآن (١ / ٢٨٨).
(٢) انظر قول ابن الأنباري في : زاد المسير (٣ / ١٨٩).
(٣) البيتان لكعب بن سعد الغنوي ، يرثي أخاه. وهما في : زاد المسير (٣ / ١٨٩).