أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد [بن] (١) محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني ، قراءة عليه وأنا أسمع بجامع دمشق ، أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي ، أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي قراءة عليه في داره بصيدا ، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ ببغداد ، حدثنا حميد بن الربيع ، حدثنا حفص بن غياث ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقرأ عليّ من سورة النساء ، قال : أقرأ عليك ، وعليك أنزل؟ قال : إني أشتهي [أن] (٢) أسمعه من غيري ، فقرأت عليه حتى انتهيت إلى قوله : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) فسالت عيناه ، فسكتّ» (٣). هذا حديث صحيح ، أخرجه البخاري في صحيحه عن صدقة ، عن يحيى ، عن سفيان ، عن سليمان الأعمش ، فكأني سمعته من طريق البخاري ، عن الداودي ، شيخ شيخ شيخنا.
قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) العامل في «يومئذ» : «يودّ» ، وتنوين" إذ" عوض عن الجملة المحذوفة ، تقديره : يوم إذ شهدت على هؤلاء ، يود الذين كفروا.
(وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى) قرأ نافع وابن عامر (تُسَوَّى) بفتح التاء وتشديد السين ، أصلها : تتسوى ، فأدغمت التاء في السين. وكذلك قرأ حمزة
__________________
(١) ما بين المعكوفين زيادة على الأصل. وانظر ترجمته في : التقييد (١ / ٣٨١) ، وسير أعلام النبلاء (٢٢ / ٨٠).
(٢) زيادة من الصحيحين.
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ١٩٢٧ ح ٤٧٦٨) ، ومسلم (١ / ٥٥١ ح ٨٠٠).