والذرّة في اللغة : أصغر النّمل (١).
وفي قراءة عبد الله : «مثقال نملة» (٢).
وروي عن ابن عباس : أنه أدخل يده في التراب ، ثم رفعها ، ثم نفخ فيه ، ثم قال : كل واحد من هؤلاء ذرّة (٣).
وروي عنه : أنها رأس النملة (٤).
وقيل : الواحدة مما يتطاير من الهباء في ضوء الشمس.
وقيل : الخردلة.
والمراد : أنه لا يظلم قليلا ولا كثيرا ، لكنه ذكر الذّرّة لأنها غاية ما يضرب به المثل في القلّة.
(وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) أي : إن تك فعلته حسنة ، أو مثقال الذرّة حسنة ، وأنّثه لكونه مضافا إلى مؤنث.
قرأ ابن كثير ونافع : «حسنة» على معنى : إن تحدث أو توجد حسنة.
وقرأ ابن عامر وابن كثير : «يضعّفها» بالتشديد من غير ألف. وقرأ الباقون بألف ، مع التخفيف (٥).
__________________
(١) انظر : اللسان ، مادة : (ذرر).
(٢) كتاب المصاحف لابن أبي داود (ص : ٦٤) ، ومختصر ابن خالويه في شواذ القرآن (ص : ٢٦).
(٣) أخرجه هناد في الزهد (١ / ١٤٤). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٥٩٨) وعزاه لهناد.
(٤) أخرجه الطبري (٥ / ٨٨) ، والثعلبي (٣ / ٣٠٨). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٥٣٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٥) الحجة للفارسي (٢ / ٨٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٢٠٣) ، والكشف (١ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠) ، والنشر (٢ / ٢٤٩) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٩٠) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٣٣).