وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (١٩)
قوله : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) قال الحسن : ما زالوا يقولون : ربنا ، ربنا ، حتى استجاب لهم ربهم (١).
قال جعفر الصادق رحمهالله : من حزبه أمر فقال ـ خمس مرات ـ : ربنا ، نجاه الله مما يخاف ، وأعطاه ما أراد ، قيل له : كيف؟ فقرأ : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً) ـ إلى قوله : ـ (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ* فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) (٢).
وفي الحديث : أن أم سلمة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله ؛ إني أسمع الله يذكر الرجال في الهجرة ، ولا يذكر النساء بشيء ، فنزلت هذه الآية (٣).
يقال : استجابه ، واستجاب له ، بمعنى : أجابه. ومنه :
.......... |
|
فلم يستجبه عند ذاك مجيب (٤) |
__________________
(١) ذكره الثعلبي (٣ / ٢٣٤).
(٢) مثل السابق.
(٣) أخرجه الترمذي (٥ / ٢٣٧) ، والطبراني في الكبير (٢٣ / ٢٩٤) ، وسعيد بن منصور (٣ / ١١٣٦) ، والطبري (٤ / ٢١٥) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٤٤) ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٤٥١). وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص : ١٤٣) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ٤١٢) وعزاه لسعيد بن منصور وعبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه. وذكره أيضا في لباب النقول (ص : ٦٣) وعزاه لعبد الرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وابن أبي حاتم.
(٤) عجز بيت لكعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه أبا المغوار ، وصدره : (وداع دعا يا من يجيب إلى الندى). انظر البيت في : اللسان ، مادة : (جوب) ، والأصمعيات (ص : ٩٦) ، ومعاني الأخفش ـ