للجزم ، وصارت الهاء في موضع لام الفعل ، وحلّت محلها ، فأسكنت كما تسكن لام الفعل.
ألا ترى أنهم قد قالوا : لم يقر فلان القرآن ، فحذفوا حركة الهمزة للجزم وأبدلوا من الهمزة الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها ، ثم حذفوا أيضا الألف للجزم ، كذلك حذفوا الباء قبل الهاء للجزم ، وأسكنوا الهاء للجزم ، إذ حلت محل لام الفعل.
وليست هذه العلّة بالقوية.
وفيه علّة أخرى : وذلك أن من العرب من يسكّن هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها ، فيقولون : ضربته ضربا شديدا. يحذفون صلتها ، ويسكّنونها كما يفعلون بميم الجمع ، فالهاء إضمار والميم إضمار ، فجريا مجرى واحدا في جواز الإسكان. وقد كان يجب أن يكون الحذف مع الهاء أقوى منه مع الميم ، لأن صلة الميم أصل من الاسم المضمر ، وصلة الهاء إنما هي تقوية ، فإذا حسن حذف ما هو أصل ، فحذف ما هو غير أصل أقوى. وهذا الوجه أقوى من الأول على ضعفه أيضا.
وحجّة من قرأ بالكسر من غير ياء : أنه أجرى على أصله ، قبل الجزم.
وحجّة من وصل بياء : أن الهاء حرف ضعيف خفي ، فقوي بالياء في الكسر ، وبالواو في الضم (١).
والسبعة وجمهور القرّاء على ضم الدال من «دمت» ، وهي لغة أهل الحجاز (٢) ،
__________________
(١) انظر : الحجة لابن زنجلة (ص : ١٦٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٠٧ ـ ٢١٢) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٧٦).
(٢) انظر : الدر المصون (٢ / ١٤٣).