وهاهنا أصل تعرف به عامة الصفات المشكلة المعاني ، وهو أن لا يذهب فيها إلى التوهم اللفظي بحسب المبدأ ، ولكنه بحسب التمام ، وأوصاف الله تعالى تحمل على الأغراض الانتهائية لا على الأغراض الابتدائية. مثاله : الرأفة والرحمة ؛ فإنهما انعصار القلب لمكروه في الغير ، ثم طريانه علينا ببعث على إغاثة المبتلى بذلك المكروه ، فوصفنا إيانا بالرحمة والرأفة للمبدأ الذي هو انعصار القلب.
وأمّا في وصفه تعالى فللتمام الذي هو إغاثة المبتلى.
وكذلك المحبة منّا ميل الطباع ، وتمامها : إرادة الخير والصلاح ، ووصف الله بها على معنى تمامها.
والغضب يعرض لنا فيتنغّص الطبع على جهة الحمية ، ويتغير الوجه ، وتحمرّ العين ، وربما يرتعد البدن ، ثم يدعو إلى جنس من العقوبة. يضادّ الرضى فيوصف الله تعالى به على هذا المعنى الأخير الذي هو الغاية والمآل ، وعلى هذا يجري القول في الصفات والله أعلم.
آمين معناه : اللهم افعل ، اسم سمّي به الفعل مثل : صه ومه ورويدا ، وإليك ، ودونك.
وأصله : أمين ، فأشبعت الهمزة كأنّه فعيل من الأمن وليس به.
* * *