أصنافا وأشكالا.
(كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ)(١). (٩٠)
كفار قريش اقتسموا طرقات مكة ، فإذا مرّ بهم مارّ إلى النبيّ عليهالسلام قال بعضهم : هو ساحر ، وقال بعضهم : شاعر ، وآخر : مجنون ، وآخر : كاهن (٢).
وكانوا مقتسمين إمّا على اقتسام طرق مكة ؛ وإمّا على اقتسام القول في رسول الله.
وقيل : المقتسمين قوم تقاسموا وتحالفوا على أن لا يؤمنوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ). (٩١)
هذا يؤيد أنّ المراد بالمقتسمين اقتسام القول. أي : جعلوا القرآن فرقا من شعر وسحر وكهانة وأساطير ، كأنهم عضوه كما يعضى الجزور.
قال رؤبة :
٦٤١ ـ نشذب عن خندق حتّى ترضّى |
|
وليس دين الله بالمعضّى (٣). |
__________________
(١) أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس في قوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ). قال : هم أهل الكتاب جزأوه أجزاء ، فآمنوا ببعضه ، وكفروا ببعضه. انظر فتح الباري ٨ / ٣٨٢.
(٢) وعن مجاهد في الآية قال : هم رهط من قريش ، عضهوا كتاب الله ، فزعم بعضهم أنه سحر ، وزعم بعضهم أنه كهانة ، وزعم بعضهم أنه أساطير الأولين.
(٣) الرجز في ديوانه ص ٨١ ، وتفسير الماوردي ٢ / ٢٧٩ وفيه العجز فقط ، وكذا تفسير القرطبي ١٠ / ٥٩. وفي المخطوطة نشرت بدل نشذب وخندف بدل خندق. وكلاهما تصحيف.